في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي يلخص صفحة من أروع صفحات كفاح الشعب الجزائري من أجل استرداد حريته واستقلاله،إنها ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر1960، في هذا اليوم أعطى الجزائريون درسا للاستعمار وعلى رأسه شارك ديغول في التضحية والفداء دفاعا عن الشرف المهان، والوطن المحتل، ورغبة في استعادة الكرامة والحقوق المسلوبة، فبذلوا أرواحهم واسترخصوها في ساح الفدا وقدموها مهرا لحرية بلادهم، وسالت دماؤهم لتروي شجرتها التي ننعم نحن اليوم بظلالها..
الاحتفال يكتسي أبعادا تاريخية وسياسية واجتماعية أحد أبرز أهدافها التذكير بتضحيات الأجيال السابقة والتعريف بدورها المشرف في تحرير الوطن وبنائه بعد الاستقلال.
أبناءنا الشباب..
وأعني بالخصوص الشباب المثقف.. إنّ مثل هذه المحطات التاريخية لا بدّ وأن تجعل منكم شبابا واعيا بأن له رسالة لا تقل أهمية وخطورة عن تلك الرسالة التي حملها مجاهدو ثورة التحرير ومازال بعضهم يحملها إلى اليوم.. إنها رسالة بناء الوطن والدفاع عنه والمحافظة على مكتسباته، عمل عظيم يحتاج منكم إلى جهد وتنظيم، ولهذا فلا بدّ من التجنّد والانضواء تحت أطر الجمعيات والمنظمات للنضال من أجل بناء الوطن ورفعته..من أجل محاربة الآفات الاجتماعية التي تنتشر وتمتد امتداد بقعة زيت في أحيائه وبين مختلف الفئات من أبنائه، وتنخر جسده وتفتت كيانه، وتقضي على مكامن الرجولة فيه.. فلا جسم ولا عقل ولا قلب ولا روح.. وأي نفع في جيل هذه أوصافه.. وهذه حليته وأخلاقه؟؟
أيها الشباب.. مثل هذه المناسبات التاريخية التي تستوقفنا بين الحين والآخر لابد من انتهازها للتعريف بإنجازات الأجيال السابقة سواء تلك التي وجدت قبل الاستقلال وحملت رسالة التحرير أو تلك التي جاءت بعد الاستقلال وحملت رسالة التغيير..وللربط بينها وبين الجيل الجديد لتكوين شباب مثقف واع يحمل على عاتقه رسالة الشهداء.. ويحمل عبء حسّ المواطنة .. وهمّ بناء الوطن ورفعته.. ورغبة السير به قدما نحو الرّقي والتقدّم..
وإذا كان إحياء هذه المناسبة الوطنية الخالدة اليوم، فرصة لتكريم بعض المجاهدين الشرفاء الذين قاموا بدورهم كاملا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. وتكريم ثلة من الرجال الذين تحملوا المسؤوليات بكل شجاعة وتفان في الأوقات العصيبة
الاستاذ امعمر عياشى