حمة بو" وشخصية بوطبيلة في تغزوت
رغم كل الصعوبات التي مرت بها المجتمعات العربية والصراع من اجل العيش وتحدي كل النقص الذي مسهم في شتى أمور الحياة وخاصة في ضبط الوقت وتوصيل المبتغى للناس، ومن الصعوبات التي مست المجتمعات العربية مشكلة ضبط الوقت وإعلام الناس وذلك لان هذه المجتمعات تحتوي على فئة كبيرة من الأميين.
إن المجتمع السوفي من بين المجتمعات العربية التي تحدت هذا النقص والعجز والذي يكون أثقل نوعا ما في شهر رمضان خاصة وان الناس والصائمين في أمس الحاجة الى معرفة وقت الإفطار ووقت الإمساك .
فإذا أخذنا مثلا بلدة تغزوت بسوف ففي السنوات الأولى من القرن العشرين حتى منتصف الثمانينات حلت مشكلة وقت السحور أي الإمساك في رمضان بواسطة رجال تداولوا فترة من الزمن على اخذ لقب "بوطبيلة" وهذا يعني بوطبلة أي صاحب الطبل، ويقوم هذا الرجل أثناء فترة الإمساك وقبلها بقليل في رمضان بقرع الطبل معلنا بوقت الإمساك، ويجوب كل شوارع البلدة في الفترة المذكورة، ويتوقف أحيانا في أماكن تجمعات السكان وخاصة ضاحية السوق والمسجد العتـيق بالبلدة ومن أشهر هؤلاء الرجال "حمة بو " والذي أخذ هذا اللقب في أوائل السبعينات بعد أن كان بحوزة أعبيد محمد لخضر المدعو "هبق" ، وقد حمل هذا الأخير لقب بوطبيلة من فترة أواخر الأربعينات حتى أواخر الخمسينات، وتوقفت هذه العادة فترة من الزمن ليحملها بعد ذلك زرود محمد المدعو "حمة بو" وكذلك علي بن إبراهيم ميداسي . وفي ليلة 27 رمضان تعطى لهذا الرجل أو بوطبيلة المأكولات كالسميد والتمر وحتى النقود لأنه يعمل تطوعا، ويتمثل هذا الطبل في برميل من الحديد يدعى بـ " الكوربيل " يربط فيه خيط موصول بين الجانبين ويعلق بالرقبة ويقرع بأداة حديدية من الجانبين أثناء إعلام الناس بوقت الإمساك.
كتبها عوادى عمار