dahaboubaker المشرف
عدد الرسائل : 10539 العمر : 29 الموقع : الاولون2008 العمل/الترفيه : non المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: سباق للحمير و التفكير العقيم السبت ديسمبر 18, 2010 11:39 am | |
| سباق للحمير و التفكير العقيم
بقلم عشيري عبد السلام
لست ادري كيف أبدء سرد حكاية ليست من عجائب الف ليلة و ليلة و لا هي من روائع كليلة و دمنة و لكنها من غرائب واقعنا اليومي المعاش. من ابتكار مسهولين محليين حادثة جعلتني أقف مشدوها و مصدوما من تصرفات بعض ممن انتخبناهم ليعملوا على خدمتنا و تهيئة مدينتنا و لينوبوا عنا في الدفاع عن مشاغلنا و دراسة قضايانا الاجتماعية اليومية و حل معضلاتها. في زمن الانقطاعات المتكررة للكهرباء و القمامة المنتشرة عبر أرجاء الأزقة والأحياء و الطرقات المهترئة و الغبار المتطاير في السماء و صور المتشردين في العراء و مظاهر المتسولين و الغرباء و مخاطر المنحرفين من باعة و مروجي المخدرات والكحول و متعاطي اقراص الهلوسة في الرمضاء. لقد أثار فضولي ما حصل مؤخرا في احتفاليات عيد مدينة الألف قبة من برنامج اعتقد انه اساء لمنطقة معروفة بزخامة تراثها الفني و الادبي و في صورة مخالفة تماما لما عرف عن أعيادها السابقة في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي . تذكرت اللحظة ايام الصبى و استرجعت صور تلك الاحتفاليات الخالدة و الهادفة. ذكريات ما زلت مشدود لها بكثير من الشوق والحنين في تلك السنين الخوالي كانت مهرجاناتها مملوءة بعبق سوف التي نحب ونعشقها الى حد الهيام ، على عكس ما رايناه في السنوات الأخيرةمن رداءة وسقوط الحر . سباق للحمير -أكرمكم الله- يحظى باهمية كبار المسؤولين ويقدم كفقرة رئيسية في افتتاح اعياد المدينة تخصص للدعاية له مبالغ مالية كبيرة و حملات اعلامية كثيرة في الجرائد و الاذاعات مدفوعة الاجر مسبقا. ولاني ترعرعت بالمنطقة و اطلعت على موروثها الشعبي لم اسمع طوال حياتي عن احتفالية قام بها الاجداد للحمير التي لم تكن من عادات اهلنا و لو كان السباق للجمال لهان الامر و اقنعنا انفسنا بالدور الريادي الذي لعبه البعير كصديق ملازم لاهل الصحراء في حلهم و ترحالهم و لأعترفنا أمام الملاء بعبقرية المشرفين على عيد المدينة بتفكيرهم لاعادة الاعتبار لحيوان خلد مشاركته في الحرب التحريرية المجيدة مع رجالات الثورة من خلال مساهمته في نقل السلاح من حدود الوادي البرية المتقاطعة مع ليبيا و الجمهورية التونسية إلى الأوراس الأشم . هذا الحيوان الصبور يعاني اليوم من ويلات النكران و الجحود وأصبح فريسة سهلة لحوادث الطرق المميتة جراء غياب مشروع يهدف لحمايته من الانقراض المرتقب ولحماية مستعملي الطرق من خطره القاتل بسبب رحلة بحثه المستمرة عن الماء و الكلاء. ولنقارن بين هذا الأخير والحمار فأيهما الأجدر لأن تكون له إحتفالية تتناسب وما قدمه للوطن , لسوف و اهلها ؟ أم أن التفكير البهائمي طغى على عقول منتخبينا و اصبح منطق الحمير هو السائد. و المضحك المبكي في هذه الحكاية هو ما اقدمت عليه لجنة التنظيم من بهادل في تقييم الجوائز حيث منحت للفائز الاول بسباق الحمير على مسافة مأتي متر فقط ميدالية ذهبية و صك بقيمة مليوني سنتيم (يقسم مناصفة بين الجحش و صاحبه ) بينما تحصل العداء الفائز بسباق الماراطون و بعد قطعه لاكثر من عشرين كلم على بدلة رياضية ( سيرفاتمو ) عادية لا يتجاوز سعرها الف دينار جزائري بكل الرسوم. عداؤنا المذكور اصيل تلك المنطقة و صاحب اللقب العالمي في المسافات المتوسطة و المتحصل على الميدالية الذهبية من اوروبا الشرقية منذ سنتين اقسم باغلظ الايمان بانه لن يرهق نفسه مستقبلا و يتدرب لمدة سنة من اجل سيرفاتمو من الدرجة الاخيرة و انه سيكتفي باستلاف حمار جاره عشية السباق المقبل للظفر بكل سهولة بمليونين او اكثر. غريب امر رعاتنا في وقت تعجز فيه معظم البلديات عن دفع مستحقات عمالها نجد بعظها تعمل على تقسيم المشاريع و الانتفاع بريعها و اقامة المهرجانات و تبذير اموالها تراني اطرح سؤالا بريئا لصاحب فكرة تنظيم سباق للحمير من أعضاء لجنة الحفلات المحترمين عن علاقة بهائم المدينة بمسؤوليها وهل تركت الحمير بصماتها أيضا في تاريخ المنطقة المجيد؟ في زمن سباقات الحمير وسياسة التطبيل و التهليل لا عجب ولا عجاب أن يطل علينا في العام المقبل نابغة من"المزلس" المحلي بمهرجان للعقارب و الافاعي او بسباق اخر للعصافير..! هنيئا لكم ببهائمكم و بعيدكم السنوي و هنيئا لنا برواد الفكر الاسطبلي من الحدثيين الجدد من ساسة و دجالين وادعوا الله أن يحفظ بلديتنا المقدسة من أنفلونزا القردة الخاسئين التي أصابت "مزلسنا"الموقر و كل عام والحمير ( البشرية ) بألف خير... لله في خلقه شؤون فاللبيب بالاشارة يفهم واما الحمير فبالسباقات تتنعم.
ع.ع Achiri31000@gmail.com | |
|