dahaboubaker المشرف
عدد الرسائل : 10539 العمر : 29 الموقع : الاولون2008 العمل/الترفيه : non المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: معركتي الدبيديبي وغوط سلطان يوادي سوف السبت ديسمبر 18, 2010 1:12 pm | |
| معركتي الدبيديبي وغوط سلطان يوادي سوف:
لقد اتجهت دورية من المجاهدين تضم 34 مجاهدا الى وادي سوف انطلاقا من الولاية الأولى وبالضبط من المكان المسمى " الخناق الأكحل"، كان هذا بأمر من القائد عباس لغرور الذي كلف الإخوة : البشير مزيان وفرجاني العربي وكذلك خليفة وادة لقيادة هذه العمليات. لقد وصلت هذه الدورية لوادي سوف الى مكان يسمى بئر "حمة حمد" بناحية الرقيبة، واتفقوا على أن يتجه وادة خليفة رفقة بعض المجاهدين الى قرية الرقيبة لجلب المؤونة ثم يتجه الى الرباح لان مكان اللقاء تقرر أن يكون في هذا المكان، وواصل بقية المجاهدين سيرهم ناحية نفس المكان، وقد جندوا عشرة رجال في طريقهم كانوا يعملون في ورشة تابعة للسلطات الفرنسية وقتلوا المشرف على هذه الورشة، ولا أقول بان هذه العملية هي التي جعلت المستعمر يدرك بان المجاهدين أصبحوا في المنطقة بل منذ الوهلة الأولى حين مرورهم غرب الرقيبة وصل خبرهم الى السلطات عن طريق عيونه التي تمثل اكبر خطر على الثوار. انطلت القوات الفرنسية رفقة جنود القومية وعرافة الجرة(اثر الأقدام) واتجهوا ناحية الرباح، وفي المقابل انطلق المجاهد وادة خليفة من الرقيبة الى الرباح رفقة عشرة من المجاهدين حيث أرسل احدهم ليقتفى أثار الفوج الثاني الذي أحس بتأخره نوعا ما وعثر على هذا الفوج بناحية الكتف، واتفقوا ثانية على يوم اللقاء الذي نفس المكان المتفق عليه في بادئ الأمر، وهنا رجع وادة خليفة الى الرباح ثم غادره ليلة 15 جانفي، فوصل المكان على الساعة الثالثة صباحا فلم يجد المجاهدين فذهب الى ناحية أميه الكلبة الواقعة غرب منطقة الدبيديبي بحوالي 5 كلم فعثر على آثار المجاهدين وأثار العدو يتبعهم ، فأسرع للحاق بزملائه والتقى بهم واتجهوا جميعا الى الدبيديبي وباتوا ليلتهم مستعدين لأية مواجهة، وما إن طلع الفجر حتى امتلأت سماء تلك المنطقة بأسراب الطائرات . انقسمت فرقة المجاهدين الى أربعة مجموعات على النحو التالي : المجموعة الأولى بقيادة بشير جاب الله وتمركزها في الناحية الشرقية. المجموعة الثانية بقيادة بركة العيد وتمركزها في الناحية الشمالية. المجموعة الثالثة بقيادة مزيان البشير وتمركزها في الناحية الجنوبية. المجموعة الرابعة بقيادة فرجاني العربي وتمركزها في الناحية الغربية. وما إن تقدت تقدمت القوات الفرنسية وأصبحت على مقربة من المجاهدين حتى انطلقت الرصاصات الأولى وابتدأت المعركة وانطلقت أسراب الطائرات المتمثلة في 12 طائرة في ضرب المجاهدين لكن لحسن الحظ أنها ضربت جنود القومية ظنا أنهم المجاهين، وتواصلت المعركة حتى منتصف الليل مخلفة أكثر من 70 بين قتيل وجريح من جانب القوات الفرنسية كما قام المجاهين بإسقاط طائرة. أما المجاهدين فقد استشهد لهم حوالي 25 مجاهدا أو أكثر بقليل وجرح حوالي 10 واسر أربعة من هؤلاء المجاهين. شهداء معركة الدبيديبي: قدوري حامد – جاب الله بشير – رقيق علي بن قدور – عمر بن صالح – احمد جاب الله - خشيبة مصباح – بن موسى عبد الواحد - أميسه مصباح - فرجاني العربي - بن علي سعد - غنبازي عبد الواحد - الشايب حامد - بن عمارة فرحات - بلالة بشير - أحمد بشير- بوضبية عبد الرحمن - ناقص عبد الرحمان - بوضبية مبارك - ابن سليمان عامر - هاني الهاشمي. الشهداء من المدنيون : واستشهد من المدنيين أربعة وهم : 1- اعمارة بن أمسقم. 2 - بوصبيع الطيب. 3 - بوصبيع عبد الباقي. 4 - بوغزالة نصر.
معركة غوط سلطان
أحداث المعركة : وأحداث هذه المعركة كانت بعد وصول سبعة مجاهدين يوم 16/01/1956م بعد منتصف النهار بقيادة البشير مزيان الى غوط سلطان الذي يقع في الجنوب الغربي لبلدية تغزوت وفي المنطقة الفلاحية التي تدعى "بوبياضة" ، وكانوا عائدين من معركة الدبيديبي التي حدثت في اليوم السابق، حيث انطلقوا من الرباح مرورا بالـوادي ثم كوينين وعند وصولهم لجر ورماس رآهم احد أعوان الاستعمار فأسرع للوشاية بهم، وكان الأمر كذلك حيث خرجت القوات الفرنسية من الوادي تقتفي آثارهم بدعم من عرافي الجرة، كما طلبت الدعم من قواتها المتمركزة في قمار، لتخرج رفقة احد عملائها لمحاصرة المجاهدين من الجهة الشمالية، أما الدعم الجوي فمتمثل في ثلاث طائرات مقنبلة، علم القائد البشير مزيان حينما حلقت في الجو أن أمرهم قد اكتشف فأسرع مباشرة الى غوط سلطان الذي يعرفه جيدا، واختبأ هو في دار البغل وتمركز اثنان في الساباط وواحد في داخل الغوط، أما الثلاثة الباقون فتمركزوا في غوط القدرة وهو قريب من غوط سلطان ، وتمركزهم في هذا المكان جعلهم يقضون على العديد من قوات المستعمر الذي كان يظن بان المجاهدين كلهم في غوط سلطان، وقد حاصرت قوات العدو غوط سلطان بلفيفها القادم من الوادي وكذلك قمار، ثم حاصرت الغوط الثاني بعد أن علمت بوجود المجاهدين فيه، ولم تقلب الموازين إلا بعد تدخل الدفاع الجوي، واظهر المجاهدون شجاعة فائقة كبدت العدو خسائر جمة، كيف لا وهم تحت قيادة بطل يخافه الاستعمار حتى ولو كان ميتا، واستشهد كل المجاهدين ما عدا واحد بقي مختبا في الغوط تحت الحلفاء ، وهذا الذي قام بإخفائه محمد الصغير قديري المدعو " العسيق"، ثم اختبأ عند "عمار بالميلية"، حيث كانت له معرفة سابقة بهذا الشخص، ومكث عنده مدة أربعة عشر يوما ليتجه في اليوم الموالي الى عين البيضاء للالتحاق بجيش التحرير الوطني. ودفن كل الشهداء بمقبرة تغزوت ما عدا القائد البشير مزيان فدفن في مسقط رأسه بالرقيبة، بعد أن وضعوه في سوقها مدة يومين للتشهير بجثته التي اقترب منها احد العساكر وأمام مرأى الأهالي قام بجذب اذن القائد حتى تحرك جسده الطاهرة فلمح الساعة في يده فقام بنزعها ووضعها في معصمه وهو لا يدري بان روح القائد قد أهدته هذه الساعة قائلة :" الأذن التي جذبتها سمعت كل ما قلته من سب وشتم، وروح الشهيد تهديك هذه الساعة لان صراعكم مع الزمن باق، و خروجكم سيحدث لا محال، لان الثورة ليست مرتبطة بأشخاص معينين". فهنيئا للشهداء وللأخ "قديري محمد الصغير" و"عمار بالميلية" اللذان ساعدا في إخفاء احد الناجين من المعركة ، وكذلك "إعبيد الهاشمي " الذي تحدى كل الصعاب وقام بنقل جثث الشهداء لمثواهم الأخير فوق عربته ولم يصب بأي أذى لان الشجاع لا يموت ولو كان في مقدمة المعركة، ويموت الجبناء دائما ولو كانوا في المؤخرة، وأما هؤلاء العملاء والخونة فسنترك مركبة التاريخ التي يجرها وقود الزمن للكشف عن هوياتهم الحقيقية لأنني لا أريد أن أضع حمل أخطاء هؤلاء على أكتاف ذويهم الذين لا دخل لهم، لكن للأسف فكشفهم سيتم لا محال، خاصة وأنهم خانوا الوطن وعرقلوا مسار الثورة، والأدهى والأمر من ذلك أنهم ظلموا وسبوا صانعيها، ولان التاريخ حقائق ووثائق لا مكانة للعواطف فيه.
أما نتائج هذه المعركة فكانت وخيمة على الاستدمار الفرنسي، حيث لقي أكثر من مائة شخص حتفهم معظمهم كانوا من الجنود السنغاليين كما ذكر بعض الأهالي، وكانت مكسبا للثوار بالمنطقة وصاح من خلالها الشهداء كقول الشاعر:
خذو مني فؤادي وامنحوني * سلاحي امتطي صهوة المنون فاني لم اعــش لأذوق ذلا * ولا لأذوب في حضن الحنون
- الشهداء في صفوف جيش التحرير: 1 ــ البشير مزيان 2 ــ سعودي إعبيد 3 ــ ابراهيم اللموشي 4 ــ امبارك الحراشي 5 ــ العيد تواتي 6 ــ عبد العزيز اللموشي - الشهداء من الأهالي: 1 ــ المكي سلطاني 2 ــ تريكي علي(استشهد خارج الغوط) - الناجي من هذه المعركة: 1- لم نتمكن من معرفة اسم هذا المجاهد فقد خرج من غوط سلطان ليلا واتجه نحو الشمال مرورا بغوط "بابا" وهو لمعمر ميداوي وطلب منهم أن يعطوه الماء ليشرب، ويذكر احد أفراد هذه العائلة انه كان جريحا على مستوى الرأس( في الجبهة)، بعد شرب الماء غادر المكان ثم خبأه محمد الصغير قديري المدعو العسيق ثم اتجه الى غوط عمار بالميلية الذي تذكر بعض المصادر أنهما يعرفان بعضهما ومكث عنده 14يوما، ثم طلب منهم أن يدلوه على طريق عين البيضاء، ورافقه في سفره احد الأهالي . | |
|