دعوة للمصالحة الدينية لترميم الوحدة الوطنية و رفع الغربة الروحية:
• نـداءٌ عام إلى كل مسلـم أين ما كان:
أخي المسلم، إن فضلَ الله عليك كبير وتوفيقَه لك كثير: شرَّفك بالإسلام وبنعمة الإيمان وبشرف العبودية إليه. فهل فكرت يوما في تجديد إيمانِك، بتجديد الشهادة و التوبة، وبشكرِه على نعمه الكثيرة التي لا تُحصى؟! فلعلك أخي كنت من المسلمين الغافلين عن الصلاة وعن التكاليف الدينية، فاهرعْ في الحال للاستدراك. وإياك من استدراج الله لك، بصبره عليك وإمهاله لك. فالخوف كله من الاستدراج إلى المعصية والطبع على القلب أو سوء الخاتمة. فلا تأمن من مكر الله، فإن حِلمه تعالى عليك، لا يُلغي غضبَه عليك. .
ـ وهل فكرت يوما في محاربة نوْبات الفتور والكسل، أواستحلاء المعصية لحد الإصرار عليها-لا قدر الله- ؟ فإن كنت كذلك، فاخْلعْ عنك فورا ربقَ الخنوع والاستسلام للرغبات وربق استعباد النفس لك، وارفعْ همتك وخطِّط لآخرتك التي هي مآلك ومستقرك.
ـ و هل يعد الإسلامُ بالنسبة لك، مجرد هوية وبطاقة تعريف شخصية، تميزك عن الكِتابيين والمشركين والملحدين؟ وهل وجدتَ في نفْسك يوما تمردًا على التكاليف و على إقامة الفرائض؟! وهل استمالتْك ديانةٌ أخرى لسهولتها وعدم التزاماتها؟ فإذا راودك هذا الإحساس، فبادرْ إلى توبة خاصة لتمحوَ سلبياتِ تلك المشاعر الشاذة وتُطهِّر مساراتِك العصبية والذِّهنية من الشحنات السالبة والمدمرة.
فالطريق واضحٌ وسهل، والثمنُ زهيد وفي متناولك: فأنت أخي في حاجة إلى لحظة اعتراف صريح وندم شديد وعزْم صادق على التوبة النصوح ، واستدراكِ لِما فات. فبمجرد نيَّة التوبة، تكون قد قطعت أصعب شوط في العودة إلى الله. فما عليك إلا الصدق في النية، بتطبيق عملي، مع مراقبةٍ مستمرة ،حتى لا يسْترد اليأسُ جانبَ الشر الموجود بداخلك.،كمخلوق غير معصوم ومعرض للأخطاء.
ـ هل فكرت يوما في مستوى إيمانك، متى يزيد ومتى ينقص؟! فلكي تعلم ذلك ،لابد لك من مراقبة قلبك عن قرب وعلى الدوام.لأن قلبك لن يستقيم،حتى تستقيم جوارحُك.ولا يستقيم القلبُ، حتى يستقيم اللسانُ، المعبر عن الخواطر والأفكار، فلسانك حصانك ،إن لم تقده قادك، وهو ثعبان قد يلذعك؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
-1- الحكمة 69 من حكم ابن عطاء الله (حسب: " المنح القدسية على الحِكم العطائية " للشيخ عبد الله الشرقاوي. )
-2- من كتاب: "جواهر المعاني" للشيخ سيدي أحمد التجاني
ـ وهل أحسست يوما بأنك مخدوع أوتابع وإمَّعة - لا قدر الله - ولا سيطرة لك على آرائك ولاعلى أحوالك وسلوكك؟! فإن كان هذا الشعور قد انتابك يوما ،فاندم عليه بصدق، و تذكر ندامة يوم القيامة، وتحملك مسؤوليتك كاملة، لقوله تعالى: - وقال الذين كفروا للذين آمنوا، اتبعوا سَبيلَنا، ولْنَحملْ خطاياكم. وما هم بحاملين منْ خطاياهم من شيء. إنهم لكاذبون. ولَيحْمِلُن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم، ولَيُسْأَلُنَّ يوم القيامة عما كانوا يفتَرون. سورة العنكبوت. الآيتان: 11 و12.
أخي المسلم، إن الفخ والمصيدة والكمين الذي يُحاك من حولك، لإرجاعك عن دينك،لا يخفى على عاقل، لأن دُور المجون والخلاعة والشُّذوذ بأنواعه، والتطرف والتشكيك في الدين،أشياءغريبة ودخيلة،أصبحت تزورك في بيتك وفي مخدعك، من غير مصاريف ولا فضائح.! فإياك أخي من مواقع الإيقاع والقرصنة الأخطبوطية التي تصطاد العُقول البسيطة والقلوب الغَضَّة، في وضوح النهارو خلف شاشات فضاءات النِّيتْ (السِّيبر- كَافِّي: Cyber-café) أو داخل مخادع البيوت الخالية من الرقابة الأبوية (بسبب الانشغال عن الأبناء أو بحجة التحرر ومواكبة العصر)
ـ المهم، أخي المتصفح، اعلم أن التلوثَ الفكري حاصلٌ على مدار الساعة في شبكات ( النِّيتْ: Net )
وأن القناصين منتبهون ومتربصون بالضحايا، لجلبهم إلى أوكار الخلاعة والدعارة أو إلى دهاليز التطرف أو إلى مقابر الردة بالتبشير أوالإلحاد( خضوعا لرغبة الاستسهال وهدْرًا للوقت الذي هو رأسِ مال المؤمن.) و أن الحرمات قد انْتُهِكَت وأبواب الخصوصيات قد اخْتُرِقَتْ. فأصبح الإنسان عاريا أمام نفسه وأمام غيره.(ومَنْ راوده أدنى شكٍّ، فَلِيَنْظُرْ إلى المواقع الإباحية، ومواقع الدردشة من"التشَّاتْ" و"الفِيس بوكْ،"و اتصالات أخرى ألعن وأفحش.) فإن كان ولا بد، من أجل التنقيب والبحث، فادخل أخي إلى موقع التصفح بهدفٍ مُعَيّن ومحدد، لا برغبة الفُضُول فقط: فإنك إن لم تُلزمْ نفسَك الانضباط، ضِعْتَ في دهاليز الفتنة، بكل أنْواعها واصطادك أخطبوط الانفلات.
ـ واحذرْ أخي المسلم أن تكون عونًا للشيطان على نفسك، بل كن حارسًا لله عليها، لا جلاَّدًا لها ولا مُنَغِّصًا عليها فرحتَها بأنعُم الله : فكل ما في الحياة من الطيبات، فهو خالص لك، وكل ما هو خبيث ومُضرٌّ، فهو محرم عليك، رحمةً بك، لا حجرًا ولا ُمصادرة ولا وِصاية، بل ولايةً كريمة من الله لك. فإن لم تستطع أن تكون مسلما كاملا، فأقل ما فيه، ألا تكون مسلما تافهًا أوناقصًا أو مَسْخًا من صورة الإنسان أونسخة من النماذج الغربية الفاسدة.
ـ ابحث لك أخي عن صُحبة صالحة، تساعدك على دينك وعلى النجاح، و لا تكن كمنْ باع دينه بدنياه وباع ماء وجهه وكرامته وأهان شخصيته، فأصبح عاقا لدينه ومبادئه،عقوقا َيندَى له الجبين.
ولا تكن كمن خاطبهم الحق تعالى، في هذه الآية الكريمة، لسفاهتهم ،إذ قال عز من قائل:
- وإن يَروا سبيلَ الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيلَ الْغَيِّ يتخذوه سبيلا. سورة الأعراف: الآية 146)
ـ كن أخي المسلم، صاحب مُرُونة إيمانية بالمداراة والمجاملة والتودد إلى الناس، ولاتكن صاحبَ مرونة شيطانية، بالمداهنة والتملق والنفاق والنذالة. لأنه تورُّطً وتواطؤ. كن نُورا لا نارًا.فإن كان ولا بد، فكن دخَّانا لا حريقا: فأنت ثمرةُ أعمالِك وصناعة نفسك، فانظر ماأنت صانعٌ بنفسك