الشيخ نجيب نيالا1868-1962م أحد كبار علماء التجانيه:-
الشيخ النجيب السنوسي من قبيلة الترجم وهي إحدي القبائل العربيه المنتشره بين تشاد والسودان وكانت أسرة الشيخ نجيب تقيم في تشاد, وكانت منطقة بحيرة تشاد منطقه علميه نشطه إستطاعت أن تنشر الثقافه الإسلاميه في غرب إفريقيا في القرن الثامن عشر الميلادي فتخرج منها العلماء والفقهاء والدعاة والمعلمون الذين أثروا الحياة بمعارفهم ، ثم جاء الإستعمار الفرنسي واستولى على هذه البلاد وعمل على إستئصال الحضاره الإسلاميه وإستبدالها بالثقافه الأوربيه والديانه المسيحيه وإستخدم في ذلك كل الأساليب المشروعه والغير مشروعه من بطش وقمع وعنف لإستمالة الناس بهذا التوجه الجديد، ونجح في مناطق وفشل في أخرى ومن المناطق التي أخفق فيها منطقة الترجم التي إشتهرت بالعلم والعلماء وكان علي رأس هؤلاء أسره إشتهرت بالتقوى والصلاح والعلم وشهد لها الكل بتعليم المسلمين وخدمتهم أنها أسرة الشيخ السنوسي يعقوب والد الشيخ النجيب فحاول المستعمر الفرنسي استمالة هذه الأسره لما رأى من ريادتها وإتقياد الناس لها حتى يحقق مأربه الاستعمارية ولكن الأسره لم تستجب لذلك، وكان نتيجة ذلك أن أودع معظم علماء منطقة الترجم السجن حتى ضاقت بهم السجون ثم بعد ذلك حدثت حادثة "الكبكب"( ) الشهيره والتي راح ضحيتها جل العلماء بمنطقة أبشي وكان من الضحايا ثلاثه من أشقاء الشيخ النجيب الذي نجى من هذه الحادثه لأنه عند وقوعها كان بمنطقة" أدري" وبعد هذه الحادثه هاجر الشيخ نجيب بعد أن عمت الفتنه منطقة تشاد وعند وصوله إلى السودان قام برحلتين أحداهما داخل السودان حيث زار منطقة الجنينه، زالنجي، نيالا، النهود الأبيض، أمدرمان، القضارف والثانية إقليميه حيث زار ليبيا، تونس، السعودية وكانت هذه الرحلات من أجل العلم والتحصيل والمذاكره وتوثقت علاقاته خلال زياراته هذه مع كبار القوم من أرباب العلم ومشائخ الطرق الصوفية ورجال القضاء.
وأخيراً أختار الشيخ النجيب الإستقرار بمدينة نيالا أحد مراكز مديرية دارفور حينها وكانت نيالا وعموم دارفور قد شهدت هجرات من قبل العلماء والفقهاء والحجاج من غرب وشمال إفريقيا وإستطاعت نيالا على صغرها في ذلك الوقت أن توفر لهم مكاناً آمناً مما أحدث ثوره علميه قامت بأكبر حركة تنوير مع نهاية الحرب العالمية الثانيه وكان على رأس هؤلاء العلماء الشيخ النجيب السنوسي يعقوب.
فما ان عرف أهالي نيالا مكانة الشيخ النجيب العلميه حتي طلبوا منه أن يعقد لهم حلقات لتدريس العلم فأستجاب لهم فعقد حلقه لعامة الناس بمسجد نيالا العتيق وحلقة مفتوحة لذوي الدراسات المتخصصه ومن هم دون ذلك ببيته بحي الوادي وكان الشيخ النجيب قد أقتطع جزء من بيته ليكون مسجداً تقام فيها الصلوات والدروس ولعله من أقدم المساجد بمدينة نيالا وكان بناؤه من جذوع الأشجار وأغصان شجر النيم والسعف وقصب الدخن. وقد شهد هذا المسجد حركة علمية واسعة النطاق من الشباب والشيوخ وطلاب العلم من كافة أنحاء دارفور وكان بيته خلية لا تهدأ تموج بالحركة والنشاط. وكذلك عند الشيخ النجيب حلقه علميه بالزاويه التجانيه الكبرى بحي الجمهورية.
فكان لمجئ الشيخ النجيب إلي نيالا أثر كبير في إثراء الحياة العلميه واصبحت حلقاته قبله لأهالي نيالا حتى سرت مقولة تقول " من لم يدرس علي الفكي النجيب فهو في بداية الطريق "
وتخرج علي يدي الشيخ النجيب العديد من العلماء الذين أثروا الحياة العلمية في مدينة نيالا من بعده وساروا علي نهجه مثل الفقيه مختار محمد مختار واخوه علي مختار والشيخ الشريف حسب الكريم وهؤلاء من مشائخ الطريقه التجانيه وغيرهم من العلماء.
كان للشيخ النجيب دور كبير في تأسيس المعهد العلمي في نيالا والذي أول ما بدأ كان معهد علمي أوسط ومكانه مسجد نيالا العتيق وكان الشيخ نجيب من أوائل المدرسين في هذا المعهد الذي كانت تدرس فيه العلوم الشرعيه كالفقه والتوحيد والتفسير والحديث واللغه وآدابها.
عاش الشيخ النجيب شيخ الطريقه التجانيه عمراً مديداً مبذولاً في التنوير وبث المعرفة حيث بلغ من العمر أربعة وتسعون عاماً وتوفي في نيالا عام 1962م ودفن في حي" الوادي غرب"منزله