بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة
وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِين، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتِمِ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْبَعِ الأَنْوَارِ، وَجَمَالِ الْكَوْنَيْنِ، وَشَرَفِ الدَّارَيْنِ، وَسَيَِّدِ الثَّقَلَيْنِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا الْحُضُورُ الْكَرِيمُ مِنْ مُقَدَّمِي وَمُرِيدِي الطَّرِيقَةِ التِّجَانِيَّةِ.
أَيُّهَا الأَحْبَابُ الأَفَاضِلُ.
إِخْوَةَ الإِيمَانِ وَالإِحْسَانِ.
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعْدُ:
إِنَّهُ لَمِنْ دَوَاعِي السُّرُورِ أَنْ أَكُونَ بَيْنَكُمْ فِي هَذَا النَّادِي السَّعِيدِ الزَّاوِيَةِ التِّجَانِيَةُ بِالْوَادِي فِي هَذَا اللِّقَاءِ الْمَيْمُونِ الَّذِي يَشِعُّ مَحَبَّةً وَأُخُوَّةً وَلأُعَبِّرَ لَكُمْ عَنْ بَالِغِ امْتِنَانِي بِهَاتِهِ الالْتِفَاتَةِ الْكَرِيمَةِ وَأَنْتُمْ تَحْتَفِلُُونَ بِعَشْرِيَّةِ تَقلُّدِي خِلاَفَةَ جَدِّنَا الإِمَامِ الأَعْظَمِ سَيِّدِي الْحَاج عَلِيّ التَّمَاسِينِي قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ وَفِي هَاتِهِ الْفَتْرَةِ الزَّمَنِيَّةِ سَلَكْنَا نَهْجَ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ حِفَاظًا عَلَى الطَّرِيقَةِ الرَّاشِدَةِ وَتَرْقِيَةِ الْمُكْتَسَبَاتِ وَسَعْياً لِحَمْلِ اللِّوَاءِ خَفَّاقًا كَمَا أَرَادَهُ السَّلَفُ مِنَّا أَنْ يَكُونَ، وَفَاءً بِالْعَهْدِ وَتَثْبِيتاً لِلنَّهْجِ وَخِدْمَةً لِلشَّرِيعَةِ كِتَاباً وَسُنَّّةً وَلمّاً لِلأَحْبَابِ لأَنَّ الْعَصْرَ لِلصَّحْوةِ وَالْعِلْمِ وَاللُّحْمَةِ، وَتكْرِيساً لِثُلاَثِيَّةِ جَدِّنَا الإِمَامِ سَيِّدِي الْحَاج عَلِيّ t " اللُّوَيْحَةُ، الْمُسَيْحَةُ، السُّبَيْحَةُ".
أَيُّهَا الأَحْبَابُ إِنَّ وَطَنَنَا يَشْهَدُ تَحوُّلاَتٍ إِيجَابِيَّة ً كُبْرَى يَنَالُ الصَّدَارَةَ فِيهَا أَصْحَابُ الشَّهَادَاتِ الْعِلْمِيَّةِ، وَلِذَلِكَ أُوصِيكُمْ أَيُّهَا الشَّبَابُ وَمِنْكُمُ إِلَى الشَّابَّاتِ أّيْضاً أَنْ تَعْقِدُوا الْعَزْمَ عَلَى نَهْلِ العلْم وَالْمَعْرِفَةِ فِي جَمِيعِ أَطْوَارِ التَّعْلِيمِ بِرَغْبَةٍ وَجِدّيَّةٍ، فَفِي ذَلِكَ اسْتِجَابَةٌ للِشَّرِيعَةِ فَالنَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ،وَأَهْلُ الْعِلْمِ وَطُلاّبُهُ تَحُفُّهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَتَغْشَاهُمُ الرَّحْمَةُ وَيَذْكُرُهُمُ اللهُ فِي مَنْ عِنْدَهُ وَيُحَقِّقُونَ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
وَأَغْتَنِمُ الْفُرْصَةَ لأُوصِي بِتَخْصِيصِ كَامِلِ الْوَقْتِ للِتَّحْصِيلِ الْعِلمِي وَالْمُرَاجَعَةِ وَتنْمِيَةِ المَعَارِفِ.
أَيُّهَا الأَحْبَابُ كَمَا لاَ يَفُوتُنِي دَعْوَتكُمْ لِلَمِّ الشَّمْلِ وَالوَحْدَةِ فَأَحْبَابُ الشَّيْخِ أُسْرَةٌ وَاحِدَةٌ مُتمَاسِكَةٌ كَالبُنْيَانِ المَرْصُوصِ، يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا، لاَ مَكَانَ فِيهِ للشَّرْخِ وَالتَّصَدُّعِ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ، بَلْ نَحْنُ دَائِمًا لاِسْتِقْرَارِ جَمْعِنَا وَوَطَنِنَا وَسِرْبِنَا.
أيُّهَا الأَحْبَابُ شُيُوخاً وَكُهُولاً وَشَبَاباً، لَقَدْ كَانَتِ الطَّرِيقةُ التِّجَانِيَّةُ وَعَبْرَ العُصُورِ مُنْذُ تَأْسِيسِهَا عَلَى يَدِ الشَّيْخِ الأَكْبَرِ القُطْبِ المَكْتُومِ t مَصْدَرَ خَيْرٍ عَلَى الأَفْرَادِ، حِينَ وَصَلَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَاِلِقهِمْ ـ جَلّتْ قُدْرَتُهُ ـ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِهِمْ لإِحْدَاثِ الاسْتِقْرَارِ وَالطُّمَأنِيَنةِ وَالرَّخَاءِ، فَالفَرْدُ التِّجَانِي إِيجَابِيٌّ عَلَىَ جَمِيعِ الأَصْعِدَةِ وَفِي جَمِيعِ المَجَالاَتِ:ـ
أ. مَصْدَرَ هَنَاءٍ فِي الْبَيْتِ.
ب. عُنْصُرٌ فَعّالٌ في حَيِّهِ وَمَدينتِهِ.
ج. مُحِبٌّ لِوَطَنِهِ يَعْمَلُ عَلَى تَرقِيتِهِ وَاسْتِقْرَارِهِ
د. مَصْدَرُ سَعَادَةٍ لِلأمَّةِ جَمْعَاءَ، وَمُسَاهِمًا بِفَعَاليّةٍ فِي كُلِّ مَا فِيهِ رِفعَةٌ للدّينِ والوطَن، والمؤْمِنُ أمْرُهُ كُلُّهُ خيْر.
أيّها السّادةُ نحْنُ قَوْمٌ عَلَّمَنَا الشيخُ سَيِّدي الحاج علي t أنْ لا نْكرَهَ أحداً فِي دَارِ الدُّنْيَا سِوَى الشَّيْطَان لأَنَّهُ مَصْدَرُ غِوَايَةٍ، وَأنْ نَسِيرَ بِسَيْرِ زَمَانِنَا، وَنَتَعَايَشَ مَعَ قَوْمِنَا، دُونَ أَنْ نفرِّطَ فِي مَبَادِئِنَا وأُسُسِ تَعَالِيمِنَا.
وَلاَ يفُوتُنِي وَأنَا فِي هَذا الجْمْعِ المُبَارَكِ، أنْ أدْعُو إِلَى إِعْمَارِ بُيُوتِ اللهِ وَأداءِ الصَّلاَةِ فِيهَا جَمَاعَةً مَعَ المُؤْمِنِين، وَ إِشَاعَةِ رُوحِ التَّسَامُحِ والإِخَاءِ فِيهَا، عَمَلاً بِوَصِيَّةِ الشَّيْخِ سَيِّدِنَا أَحمَدَ التِّجَانِي ـ قدَّسَ اللهُ روحَهُ وطَيَّبَ ثَرَاهُ ـ حِينَ جعَلَ هَذاَ الأَمْرَ مِنْ شُروطِ الطَّرِيقَةِ ومَبَادِئِهَا، وأغتنِمُ الفرْصَةَ المُبَارَكَةَ لأُرَكِّزَ بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ عَلَى هَاتِهِ النُّقْطَةِ البَالِغَةِ الأَهَمِّيَّةِ الَّتِي أوْلَتْهَا الطّرِيقَةُ اهْتِمَاماً كَبِيراً، لِذَلِكَ أَتَمَنَّى أَنْ يَقَعَ تَبْلِيغُ هَذِهِ الْوَصِيَّةِ لِكُلِّ مَنْ يَحْضَرُ هَذَا اللِّقَاء.
مَرَّةً أُخْرَى أُحَيِّيكُمْ وأُحَمِّلُُكُمْ تَحِيَّاتِي، إِلَى كَافَّةِ الأُسْرَةِ التِّجَانِيَّةِ رِجَالاً ونِسَاءً وصغَاراً وكِبَارا، وأشْكُرُ لَكُمْ إِحْيَاءَكُمْ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ الَّتِي أَعْتَبِرُهَا دَفْعاً مَعْنَوِيّاً لِي لِمُوَاصَلَةِ الْمَسِيرَةِ خِدْمَةً للدِّينِ والْوَطَنِ والأحْبَابِ.
وفي الخِتَامِ نَضْرَعُ إلَى اللهِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ أَنْ يَحْفَظَ دَارَ القُطْبِ الْمَكتُومِ مَوْلاَنَا الشَّيْخِ سَيِّدِي أحْمَدَ التِّجَانِي ـ قدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وطَيَّبَ ثَرَاهُ ـ وَأنْ يَكْلأَ بِعِنَايَتِهِ وألْطَافِهِ وَطَنَنَا الْعَظيِم، وأنْ يُوَفّقَ الجَمِيعَ لِخِدْمَة الإِسْلامِ وَرَفْعِ رَايَِةِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ المُطَهَّرَةِ وَأنْ يَعُمَّ الأَمْنُ والرَّخاءُ بَلَدَنَا وَسَائِرَ بُلْدَان المُسْلِمِينَ.
حَقَّقَ اللهُ الآمَالَ وَنَجَّحَ الأَعْمَالَ (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُومِنُونَ)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ والْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَاصِرِ الْحقِّ بالْحقِّ وَالْهَادِي إلَى صِرَاطِكَ الُمسْتَقِيمْ وَعَلَى آلِهِ حقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمْ
...الاستاذ امعمر عياشى(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)