أوراد الطريقة التجانية
للشيخ سيدنا أحمد التجاني إلى أحباب قمار
1كيفية ذكر ورد المعلوم
2كيفية ذكر الوظيفة
3كيفية ذكر يوم الجمعة
بقلم مولانا الشيخ سيدي أحمد التحاني
بعد حمد الله جلّ جلاله ، وعزّ كبرياؤه ، وتعالى عزّه ، وتقدّس مجده وكرمه ، يَصِل الكتاب إلى كافّة الأحباب بقمار ، كلّ واحد باسمه وعينه . السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد بلغَنَا ما سألتم عنه من شأن الورد ، والوظيفة ، والذكر يوم الجمعة ، و الجواب :
إنّ الأمر في هذه الطريقة بَيِّنُ السلوك لِمَن وفّقه الله هيّن ، فإنّها حنيفية سمحة ، وذلك لِخِفَّةِ ما يُطلب مِن الذكر ، وسعة الوقت في الورد .
فورد آخر النهار من صلاة العصر إلى وقت العشاء ، كلّ ذلك وقتٌ مختار ، ومَن فاته ذلك لشغل ، أو مرض ، أو نحوه ، فليتداركه في أيّ وقت أمكنه من الليل .
وورد أوّل النهار ، ووقته المختار بعد صلاة الصبح ويمتدّ إلى وقت الضحى الأعلى ، ومَن شغَلَه عذر صحيح فليتداركه في أيّ وقت من النهار .
وأمّا الوظيفة ، فمَرّة واحدة بين اليوم و الليلة أيّ وقت أمكن الإجتماع فيه إذا كان في المحل جماعة ، و أما الواحد فبأيّ وقت شاء . والإجتماع لها في الجماعة شرط صحّة ، ولا بدّ منه لأهل البلد ، فإن تركوها رأسا بحيث لا يجتمعون أصلا فقد خالفوا وخرجوا عن الطريقة ، وأمّا تخلّف البعض منهم ، فمَن تخلّف لعذر مِن غير قصدٍ للتخلّف فهو كمَنْ حضر ، ويذكرها وحده ، ومَن تخلّف بغير عذر فقد ضيّع نفسه في خيرٍ كثيرٍ لا حدّ له ولا حصر ، ولو عرفه أكابر العارفين وقدروا عليه لما تركوه .
ومثلها في هذا من أحكام الإجتماع ، التخلّف عن الذكر بعد صلاة العصر مِن يوم الجمعة ، أقَلُّه ساعة فلكية .
وأمّا الكلام في الورد والوظيفة ، فكثرته مبطلة ، ومَن صدر منه فليتدارك الذكر من أوله ، وأمّا الكلمة و الكلمتان لعارض موجب فغير مبطل ، والترك أولى .
وأمّا ورد الصبح ، فمَن قدّمه قبل طلوع الفجر ، اغتناما لتلك الساعة ، يجزي ، ومَن طلع عليه الفجر فلا يذكره إلاّ بعد صلاة الصبح .
وأمّا مَن عجز عن حفظ جوهرة الكمال ، فليذكر عشرين مرّة من صلاة الفاتح لما أغلق ، والسلام .