اللهم صلى على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادى إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
هذه الصلاة العظيمة التى لا يقدر قدرها ولا يعرف فضلها دنيا وأخرى، فهى من مكنونات الله لأهل فضله، وهى من بحر الجود والفيض الإلهى الأعم، وهى بركة من الحق على كل من ذكرها لله بصدق متيقناً أنه يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم بما جاد به الحق عليه، وبما اراده الله له فى أزل، وأنها ذكر الملائكة وصلاتهم من يوم أن خلق الله الخلق إلى ما لا نهاية له من الفضل الربانى المتكامل، فهى أصل الفتح وبها كل أسرار الفتح وهى منطلق أهل الكمال لأعظم مراتب أهل الكمال من العارفين ومن أكابر الأقطاب الربانيين الذين عهدهم بالله الصلاة على النبى بالفاتح لما أغلق جملة وتفصيلاً .
فالله تبارك وتعالى قد اختزنها لأهل هذا العصر الذى علم أنه ستضعف فيه الهمم ، والذى يكثر فيه البلاء وتتنزل أشتاته على الخلائق كالسيل المنهمر، فأفاض الله على الخلق هذه الصلاة التى وردت من الغيب من بحر الجود والكرم الربانى لتنتشل الخلق من الهوية السحيقة إلى بحر المغفرة الأتم ، فقد قال عنها الشيخ مولانا القطب محمد البكرى رضى الله عنه: من ذكرها مرة واحدة ولم يدخل الجنة فليمسك بتلابيب رقبتى أمام الله يوم القيامة، وذاكرها للمرة الواحدة منها تعدل ستمائة الف صلاة مما سواها مما يصلى به على النبى صلى الله عليه وسلم، ولها مراتب جليلة وعظيمة ذكرها شيخنا سيدى الحاج على حرازم برادة رضى الله عنه فى كتاب جواهر المعانى على لسان شيخنا سيدى ابى العباس التجانى قدس الله سره العزيز، فقد أخبره سيدنا رسول الله بما لا نطيل بذكره، وأنه لا مدخل للعقول فيها، وأنها من المكنونات العظيمة والأسرار القدسية العظمى .
فانظر غلى الفضل العظيم المذكور آنفاً ثم انظر إلى قدرك أيها الذاكر واعلم أن الله تبارك وتعالى إنما اراد لك الخير من حيث يرضى لا من حيث ترضى أنت ، فاشكر الله المنعم على ما افاض عليك من خيره العظيم ، وداوم على هذه الياقوتة الفريدة والدرة الخريدة واقبض عليها بكلتا يديك فهى تغنى حقاً عن كل الأذكار، فإنها عظيمة القدر جليلة المقدار، وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم .